الملتقي الشبابي الصيفي التاسع .. ايام في ذاكرة شباب الوطن بالخارج

انهم نسل نفرٍ عمروا الارض حيثما قطنوا ، ابناء السودانيين بالخارج وقد احتشدوا في حضرة الوطن تحت مظلة الملتقي الشبابي الصيفي التاسع الذي اقامتة ادراة الشئون التربوية والثقافية بجهاز تنظيم شئون السودانيين بالخارج في الفترة من الثامن عشر وحتي الثالث والعشرين من اغسطس الجاري ، وهي ترمي من خلاله الي ربطهم بالوطن وتراثه وتاريخه ومجتمعه وتعزيز هويتهم السودانية رغما ًعن اكتسابهم ألسن وثقافات البلاد التي يقيمون فيها خاصة وان جلهم قد جاء من بريطانيا والمانيا والنمسا وامريكا وقليل منهم من منطقة الخليج العربي الاانهم جميعا ً يفخرون ويعتزون بانهم سودانيون رغم ( اللكنة) الاجنبية .
ستون شاباً وصبياً وفتاة حلوا بأراضيهم مع موسم الخريف وحيوا وطنهم مثلما حيته السماء بأطيب تحية كانت خيراً وبركة علي اهل السودان حتى فاضت عن حاجتهم ((سيلا )) من النعم .
جاءوا تحدوهم الاشواق الي وطنهم والي اهلهم فكان المشهد في أعينهم لوحة رسمتها طيبة اهل السودان وبراحات ارضه الشاسعة الآمنة الولود ، فتنادوا بينهم من كل حدب وصوب يرفعون اكف الضراعة الي الله بان يحفظ وطنهم واهلهم وان يكون سنداً لهم في محنةٍ اصابتهم من غدق السماء ولسان حال كل منهم يقول (( نحن عشمك ياوطن )).
تلقى المشاركون في الملتقي الشبابي الصيفي عدداً من المحاضرات الدينية والتثقيفية والتوعوية قدمها الشيخان ـ الدكتور محمد الامين اسماعيل ، الدكتور / محمد هاشم الحكيم كما شاهدوا عدداً من العروض التراثية لعادات وقبائل السودان المختلفة قدمتها فرقة (سودان فلكلور ) ، كما قاموا بزيارات ميدانية شملت متحف السودان القومي وبيت الخليفة وعدد من الجامعات السودانية شملت جامعة العلوم الطبية والتكنولوجية التي تعرف بجامعة ( مامون حميدة ) بالاضافة جولة سياحية تعرفوا عبرها على معالم العاصة الخرطوم ، وذلك من خلال برنامج متكامل اعدتة ادارة الشئون التربوية والثقافية بجهاز المغتربين ابدي خلاله شباب السودان بالخارج تجاوباً كبيراً عكس رغبتهم الاكيدة في التواصل مع الوطن ـ وليس ذلك فحسب بل امتدت زياراتهم الميدانية الي خارج ولاية الخرطوم حيث زار المشاركون في الملتقي مدينة جياد الصناعية بولاية الجزيرة ومصنع سكر كنانة بولاية النيل تعرف عبرها اؤلئك الشباب علي حجم التنمية الصناعية بالبلاد والتي اثارت دهشتهم بعد ان عرفوا ان المصنعين يعدان من اكبر المدن الصناعية في السودان بل وعلي مستوي القارة الافريقية كيفما أبان الشرح والتنوير الذي تلقاه المشاركون في فعاليات الملتقي من المسئولين هناك .
مثلما كان الملتقي الشبابي الصيفي التاسع جرعة تثقيفية وتاريخية قدمت لؤلئك الشباب الوطن علي طبق من ذهب ، كان ايضاً جرعة اجتماعية صهرتهم فيما بينهم فاصبحوا به جسدا سودانياً واحداً رغم توافدهم من شتي أصقاع الدنيا فعقدوا بذلك عزما وعهداً علي ان يكون كل منهم شجرة ترتوي بحب الوطن فيجني ثمارها باذن الله ولوبعد حين .