منتدى ملتقى أبناء السودان بأروبا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أوعه بعدين يقوم يخمّكم !!ومنى سلمان من الرآى العام

اذهب الى الأسفل

أوعه بعدين يقوم يخمّكم !!ومنى سلمان من الرآى العام Empty أوعه بعدين يقوم يخمّكم !!ومنى سلمان من الرآى العام

مُساهمة  bushra mubark السبت يناير 23, 2010 12:56 pm

بعد طول صبر على الزحف في الصف منذ الصباح الباكر، بلغ الدور لـ (ود المرضي) في موقف المواصلات الداخلي، الذي يربط بين المدينة والقرى والحلال المحيطة بها .. أوقف عربته وانتظر أن يسوق له الرزق زبوناً أو شحنة يشحن بها البوكس المتهالك .. انتظر لبعض الوقت قبل أن تقترب منه مجموعة من الرجال يبدو من سيماهم أنهم من متعاطي (الحمشنة) و(الرجالة) و(العين الحمراء)، ابتدر الكلام رجل من بينهم (كث) الشارب، يبدو من هيئته وإحترام البقية له أنه كبيرهم أو زعيمهم .. قال مخاطباً (ود المرضي):
(آآ اللخو .. دايرنك توصّلنا مشوار .. عندنا جنازة بندور نشيلا ونمشيبا الحلة).
ثم ذكر له اسم (الحلة) المقصودة، فما كان من (ود المرضي) إلا أن نزع عمامته ونزل مسرعا من البوكس وهو يردد:
(بالحيل .. بالحيل)
رفع يديه معهم بالفاتحة قبل أن يعود ليتخذ موقعه أمام الدركسون، وإلتفت إليهم بهمة وهو يقول: (ارح).
ولكن كبير القوم رفع يده وأشار بها بحزم ليمنع البقية من الركوب، بمعنى تريثوا أو (أصبروا حبة)، ثم سأل (ود المرضي) مفاصلاً:
تودينا المشوار ده بي كم؟
أسرع (ود المرضي) للرد باريحية وشهامة:
(أفو آناس .. أرح أركبوا ساي حرّم ما بنختلف).
ولكن الرجل أصر عليه أن يذكر المبلغ المطلوب، فأجابه (ود المرضي) بأنه سوف يرضى منهم بمبلغ خمسة وعشرين ألف (بالقديم)، فجادله الرجل حتى انزل المبلغ لـ عشرين ألف، ثم أشار لجماعته بالقفز فوق صندوق البوكس، بينما دار هو حول العربة وفتح الباب الأمامي ليجلس بجوار (ود المرضي).
تحرك (ود المرضي) بالعربة ومعه المجموعة متوجهاً صوب مستشفى المدينة القريب من السوق، فقد حسب أن الجثمان المعني إنما هو لمريض توفى بالمستشفى، ولكن لدهشته أشار له كبير القوم بالتوجه نحو السجن الذي يقع على أطراف المدينة !!
قاد (ود المرضي) البوكس طوال الطريق للسجن خارج المدينة، وقد خيمّ صمت متوتر أجواء كابينة البوكس حتى وصولهم .. نزل الزعيم وجماعته وتقدموا من بوابة السجن بعد أن أشار لـ (ود المرضي) بالانتظار حتى عودتهم بالجثمان.
نزل (ود المرضي) واختار ظل شجرة من الاشجار الظليلة امام بوابة السجن، وجلس تحتها انتظاراً لخروج المجموعة، وهو يعاني من الحيرة ويضرب (أخماسه في أسداسه) في محاولة لإستنتاج قصة الجثة التي سينقلها من السجن .. بعد أن قلّب الأمر على جميع جوانبه هداه تفكيره أن لهؤلاء الرجال قريب مسجون، وقد بلغهم نبأ وفاته في السجن، فحضروا لاستلام جثمانه ..
انتبه من سرحانه الطويل وإلتفت لبوابة السجن في حيرة لتأخر الجماعة في الداخل، فقد مرت أكثر من ساعة على دخولهم .. انتظر بضعة دقائق قبل أن يستجمع أطراف شجاعته ويتوجه نحو البوابة .. تحمحم و(نحنح) قبل أن يلقي بالتحية على الحارس ويسأله:
(يا جنابو بسأل عن الجماعة الدخلوا قبال شوية كدي .. قالوا دايرين يشيلوا ليهم جنازة من هني) !!
رد عليه الحارس ببساطة:
ايوآآ .. قصدك أهل المحكوم بالاعدام؟ (لسه التنفيذ عليهو شوية .. هديلاك واقفين معاهو هناك لو عايز تدخل ليهم) !!
ابتلع (ود المرضي) قلبه الذي طار محاولاً الخروج من قفصه الصدري عبر حلقه، قبل أن يتشجع ويمد رأسه لـ (يتاوق) لساحة السجن وينظر لجماعته ومحكومهم.
وهناك في الناحية الأخرى من الباحة، سأل المحكوم بالاعدام أقرباءه عن (ود المرضي) الـ (بتاوق من بعيد)، فأخبروه بأنه سائق البوكس الذي أستأجروه كي يعودوا معه بـ (الجتّة)، فسألهم (المحكوم) منبّها:
قاولتوه؟ ..أجابوه بأن (أيوة .. المشوار بي عشرين ألف)
فقال في اطمئنان: أحسن عشان ما يقوم بعدين يخمكم !!!

bushra mubark
Admin

المساهمات : 1265
تاريخ التسجيل : 20/11/2008
الموقع : المانيا بون

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى