منتدى ملتقى أبناء السودان بأروبا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أيوب صديق من لندن والبى بى سى والرآى العام يقول أفصلو جنوب السودان

اذهب الى الأسفل

أيوب صديق من لندن والبى بى سى والرآى العام يقول أفصلو جنوب السودان Empty أيوب صديق من لندن والبى بى سى والرآى العام يقول أفصلو جنوب السودان

مُساهمة  bushra mubark الأربعاء أغسطس 25, 2010 6:05 pm

مهلاً قرائي الكرام فهذا العنوان ( أفصلوا الجنوب) ليس من عندي ؛ بل هو عنوانٌ كان سفيرنا ؛ وشاعرنا المعروف يوسف مصطفى التني عليه رحمة الله، يعنون به سلسلة مقالات صحفية كان يكتبها في أواخر الخمسينيات، ولعل ذلك كان في صحيفة الايام. وهو كما يُرى من عنوان تلك المقالات، يوجه خطابه إلى الحاكمين آنذاك في الخرطوم، الذين كانوا يمنون الجنوبيين بما كانوا يرغيون فيه ، ثم يمدون بينهم وبين تحقيق ما يرغبون حبالاً من المطل طوالا. وكان قصارى ما يرغب فيه ساسة الجنوب في ذلك الوقت هو(الفدريشن). و كان أهل الحكم في ذلك الوقت يتخوفون من ( الفدريشن) باعتباره وسيلة تؤدي إلى الانفصال.وكان التني عليه رحمة الله ؛ يرى ضرورة فصل الجنوب في ذلك الوقت المبكر كما يبدو من عنوان سلسلة مقالاته ؛ قبل أكثر من خمسين عاماً من دعوة السيد الطيب مصطفى رئيس منبر السلام العادل، الذي كان متسقا مع مايؤمن به من ضرورة الانفصال. و لم يُرم التني لدعوته تلك بكبيرة الاضرار بالوطن كما رميَ السيد الطيب مصطفى. فالتني كان يخاطب سلطة في الخرطوم بيدها زمام الأمر إن شاءت فعلت وإن لم تشأ لم تفعل ، بينما لم يخرج خطاب السيد الطيب عن كونه أمنية يتوق الى تحقيقها، بأن ينفصل الجنوب. فليس لدى الطيب ، بل و ليس لدى من في سدة الحكم في الخرطوم الآن؛ أو لدى أيٍ من أهل الشمال جميعاً من حول أو قوة في الحؤول دون فصل الجنوب إن اختاره أهله، على الرغم مما يُبذل لهم من خير الجهود ووافر الوعود، و إجلاء محاسن الوحدة وضرر الانفصال.
إن حق الاقتراع في الاستفتاء كما هو معروف؛ هو حق وضعه بمكرٍ في يد إخوتنا في الجنوب فحسب ؛ أولئك الذين(هندسوا) اتفاقية السلام. فأهل الجنوب هم وحدهم الذين سيقررون الشكل الذي سيكون عليه البلد بعد الاستفتاء. واختيارهم لا يؤثر فيه سلباً ما ظل يدعو إليه الطيب مصطفى، الذي أُوسِع نقدًا في الشمال، وهو نقدٌ استحال في مراحل منه نقدًا شخصيا أكثر منه نقداً موضوعيا.بل لاحظت انه ما زال يتعرض للنقد حتى بعد أن فقد وسيلته التي كان يطرح فيها موقفه، ولا يملك بإزاء ذلك الرد على ما يوجه إليه. وكما اسلفتُ فإن دعوته لن تؤثر في ما سيكون عليه موقف أهل الجنوب، الذين لديهم ما يكفيهم بين ظهرانيهم؛ من ضروب التحريض على الانفصال وعداوة أهل الشمال، من بعض الذين يباشرون ذلك ليلاً ونهاراً بكل الاساليب، بما في ذلك اللغات التي لا يفهمها أهل الشمال، وتتولى كِبر ذلك جهات رسمية في حكومة الجنوب، من تسيير مواكبَ واطلاق تصريحات في داخل البلاد وخارجها، بحتمية الانفصال وضرورته.
ينتقد كثيرٌ من الناس في الشمال وبخاصة الساسة منهم ، سلطة الانقاذ على قبولها مبدأ تقرير المصير في اتفاقية السلام، الذي يقولون إنه لولاه لما كان الناس في هذا الموقف العصيب من مواجهة الاستفتاء، الذي قد يؤدي الى شطر البلاد. ولعل الذين يتفوهون بهذا النقد لا يعلمون أن النص على الاستفتاء في تقرير المصير تحديدًا هو الذي أوقف الحرب وأدى الى التوصل إلى ما يسمى الآن السلام الشامل. فالجهات الدولية التي كانت ترعى محادثات السلام، وتمارس فيها الضغوط على الجانبين، لم تكن لتسهل عملية التوصل الى هذا السلام لو لا هذا النص على الاستفتاء ، وإلا فالبديل هو استمرار الحرب التي لن تألو تلك الجهات الضاغطة جهداً في توفير ما يلزمها من وسائل اشتعالها واستمرارها ، ووقودها بالطبع هم أبناء هذه البلاد شمالها وجنوبها.
والآن تعمل كل من السلطات المركزية و السلطات المحلية، وكذلك الهيئات الشعبية في الشمال، ما وسعها العمل لجعل (الوحدة جاذبة) كما يقال الآن، في ما بقي من زمن قبل موعد الاستفتاء، وهي أعمال تواجه في الجنوب في كثير من الاحيان من المؤسف بمواقف سلبية، تتفاوت ما بين السخرية والتهكم، وقحة الابتزاز، وذلك على المستويين الرسمي وغيرالرسمي، لدرجة جعلت بعضهم ينظر إلى الزيارة التي قام بها نائب رئيس البلاد الى الجنوب بأنها ( عمل عدائي)، في وقت يقيم فيه ذلك البعض في أرقى أحياء الخرطوم، مجتمعا بمن شاء الاجتماع به، ومصرحا بما يشفى غليله الانفصالي، لدرجة أفلح فيها ذلك البعض الجنوبي في إيجاد آلاف من امثال الطيب مصطفى في الشمال.
نرجو أن تثمر دعواتُ الوحدويين حكومة و شعبا من أهل الشمال لأهل الجنوب، إقناعا بفوائد الوحدة؛ للجنوب والشمال معا ، وأن الانفصال سيضر الجنوب اكثر مما يضر الشمال، وإن كنا نرى أن أهل الجنوب ؛ قد عقدوا العزم على الانفصال، وهم يتحدثون عنه كأنه أمرٌ لا مردَ له منهم. وهو أمر يتولى كبره باسمهم قادة الصف الأول في الحركة الشعبية وصحفيوها. فما سمعتُ أحداً من أولئك الساسة أو قرأت عنه ، إلا قليل منهم، إلا وكان يتجشأ انفصالاً وينضح كراهية لأهل الشمال. أما الصحفيون فحدث عنهم ولا حرج. فلم أقرأ لأحد منهم غير دعوة سافرة وعدائية إلى الانفصال. وما زلتُ أذكر افتتاحية كتبها قبل عام أحدُ أولئك الصحفيين في إحدى صحفهم الناطقة بالانجليزية، يقول فيها مخاطبا قومه في الجنوب حاثاً إياهم على الانفصال: إن ساسة الشمال يعملون على توسيع احزمة بناطلينهم بسبب السمنة التي اكتسبوها من أكل خيراتكم، وانتم تضيقون من احزمتكم بسبب ما اصابكم من الضعف، من جراء أكل الشماليين خيراتكم تلك . فأولئك الساسة وأولئك الصحفيون؛ هم الذين سيؤثرون في الناخب الجنوبي، ويحملونه حملاً نحو الاقتراع للانفصال.
أنا لا أريد أن أكون مثبطا الآن ، ولكن رغم ذلك أقول إنه مها أقام الشماليون حفلات التقريب بينهم وبين إخوانهم في الجنوب ؛ و التودد إليهم ، وبيان خير الوحدة واضرار الانفصال، وشكلوا قوافل الدعوة إلى الوحدة والوئام ، فلن يبلغوا ما بلغ الرئيس عمر البشير نفسه في حملته الانتخابية بين صفوف أهل الجنوب. فقد تجول في ديارهم دارً ا داراً؛ و لبس ازياءهم زياً زيا؛ و رقص رقصاتهم، وخطب فيهم بكل ود تحمله معاني اللغة ؛ محبباً إليهم الوحدة؛ وباذلاً لهم الوعود بالعمل على تحقيق ما يجلب الخير إليهم ، فلم يشفع له ذلك كله عندهم؛ وكان نصيبه منهم من الاصوات ما كان معلوما للجميع.
لقد شهدت الآونة الاخيرة زيارة مهمة للسيد على عثمان ؛ نائب رئيس الجهورية للجنوب، حاملا إليهم حزمة حوافز تنموية ضخمة تعد بملايين الجنيهات لمشروعات تنفذ في ذلك الجزء من الوطن، وغير ذلك مما أعقب تلك الخطوة من خطوات إيجابية في سبيل تحبيب الوحدة والتنفير من الانفصال. ونأمل صادقين أن تكلل كل تلك الخطوات بالنجاح؛ وأن تقترع الغالبية من أهل الجنوب للوحدة في ذلك الاستفتاء ، الذي هو لا شك آتٍ في موعده كما تُرى الامور حتى الآن. وقد قطع السيد رئيس الجمهورية وعده مراراً و تكراراً بان حكومته ستعترف بما يسفر عنه الاستفتاء من نتيجة. ولكن أرجو أن يكون اعتراف حكومة السيد رئيس الجمهورية بنتيجة الاستفتاء ، أمرًا مشروطاً شرطًا صارماً بحريته ونزاهته، وذلك بأن يكون الناخب الجنوبي حراً في اختياره غير مكره عليه. وأرى أن يُشترط على حكومة الجنوب لتحقيق ذلك، أمران مهمان، فأما الامر الاول فهو وجود مراقبين محايدين من داخل البلاد وخارجها مع مراقبي الامم المتحدة، لمراقبة كل خطوات الاستفتاء. أما الأمر الثاني وهو الأهم ؛ فهو إلزام حكومة الجنوب بإبعاد جيشها الشعبي إبعاداً كاملاً عن جميع مراحل الاستفتاء ؛ تسجيلا ؛ واقتراعاً وفرزاً واعلانا. و أن تصر الحكومة المركزية على ذينك البندين، إصراراً يعلمه الجميع في السودان وخارجه ، و أن تُري الحركةَ الشعبيةَ و لو مرة واحدة ؛ صرامة الوجه و التكشير عن ناب الجد في ذلك الأمر، الذي هو ليس فيه خرق للاستفتاء بل فيه ضمان له، و لا سيما انه أمرٌ متعلق بمصير البلاد كلها وليس بمصير الجنوب فحسب، وعندها ستكون نتيجة الاستفتاء امرًا مقنعا للجميع. أما إن عجزت الحكومة المركزية عن فرض ذينك الشرطين المهمين على حكومة الجنوب ، فلترح نفسها من عنت تحبيب الوحدة لأهل الجنوب، والافراط في طرح المشروعات والوعود وغير ذلك من محبباتها. فان كان أهل الجنوب كلهم ، على قلب رجل واحد مع الوحدة؛ فان الجيش الشعبي سيملي عليهم الاقتراع للانفصال إملاءً ، حتى وإن عملت الحكومة المركزية على نقل الجنوب في هذه الأشهر الباقية للاستفتاء الى مصاف دولة من الدول الاسكندنافية.

bushra mubark
Admin

المساهمات : 1265
تاريخ التسجيل : 20/11/2008
الموقع : المانيا بون

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى